من منا لا يسعى إلى أن يكون الأفضل في تخصصه وفي مجال عمله من خلال التسويق الشخصي؟
أياً كان المجال الذي تعمل به، ستجد دائما آلاف ومئات الآلاف من الأشخاص في نفس تخصصك يعتبرون أنفسهم الأفضل وينافسوك بكل الطرق المتاحة.
هنا يبرز دور وأهمية التسويق الشخصي والذي يجعلك تتمير بين كل منافسيك.
غالبًا ما يتحدث الناس عن الرغبة في تحسين علامتهم التجارية الخاصة بشركاتهم، ولكن ربما لا يفكرون كثيرًا في امتلاك علامة تجارية خاصة بهم.
إن فكرة “العلامة الشخصية” هي فكرة غير معتادة لمعظم الناس، ولكن مع ظهور العديد من الشركات الصغيرة عبر الإنترنت ووجود كم كبير من المحتوى الإعلاني والتجاري.
فإن جزء كبير من الباحثين عن خدمة أو منتج يميلون إلى الوثوق بالعلامات التجارية التي تتصل بالأشخاص بشكل أسرع، ويستغرق بناء العلاقة مع علامة تجارية شخصية وقتًا وجهدًا أقل مقارنةً بعلامة تجارية لشركة معينة.

ما هو التسويق الشخصي أو الـ Personal Branding؟

يمكن تعريف التسويق الشخصي بأنه شكل من أشكال التسويق المباشر والذي يعتمد على إتباع استراتيجية تركز على بناء علاقات ودية مع العملاء تستمر لفترات زمنية طويلة، فالعلامة التجارية الشخصية تشبه من جوانب كثيرة العلامة التجارية للشركات، حيث إنها تمثل من أنت، والقيم التي تتبناها، والطريقة التي تعبر بها عن تلك القيم، تمامًا كما تساعد العلامة التجارية للشركة في توصيل قيمتها للعملاء والتميز عن المنافسين، فإن العلامة التجارية الشخصية تفعل ذات الشيء للأفراد، مما يساعد على إيصال هوية فريدة وقيمة واضحة لأصحاب العمل أو العملاء المحتملين.
ويمكن ان تبرز ميزتك التسويقية من خلال التميز بمهارة معينة أو في مجال معين داخل سوق العمل وهذا سر نجاح الفرد في عالم الأعمال، حيث يتعلق الأمر بعرض مهاراتك بشكل هادف واستراتيجي لجمهورك وعملائك بحيث تكون علامتك التجارية الشخصية انعكاسًا حقيقيًا لمهاراتك وشغفك وقيمك ومعتقداتك.
وبشكل عام، فإن العلامات التجارية مبنية على أربعة جوانب أساسية:

• السمعة Reputation

• الشخصية Personality

• الرسالة Message

• الثقة Trust

ما هو الهدف من التسويق الشخصي؟

يهدف التسويق الشخصي بشكل أساسي إلى إبراز صورتك في أذهان الناس في جانب أو تخصص معين، بحيث يرتبط اسمك عند ذكره في المجال الذي تعمل به.
والعكس صحيح، أي، عندما يذكر اسم المجال الذي تعمل به، فإن أول ما يتبادر في ذهن الناس هو اسمك!
والفائدة كبيرة جداً، ستزداد فرصتك في جوانب مختلفة، والناس الذين يرتبط اسمك لديهم بمجال معين، هم في الحقيقة عملاء محتملون، وسيقومون بالوصول إليك عند حاجتهم لخدماتك أو منتجاتك سواء بشكل مباشر منهم أو من الأشخاص في شبكاتهم الاجتماعية!

إقرأ أيضاً: افضل 10 نصائح لوصول شركتك الناشئة للعالمية

مراحل التسويق الشخصي

بناء علامة تجارية شخصية يتطلب الكثير من الجهد، عليك تحديد الهيكل الأساسي بما فيه عملائك المستهدفين، واكتشاف أفضل طرق التسويق، والعمل لتقديم ما يحتاجه ويبحث عنه عملائك!

 اكتشف من أنت!

في البداية، لابد من حصر كافة المهارات والعناصر الأساسية الخاصة بك لتنعكس على علامتك التجارية الشخصية والتي تشمل:

•  مهاراتك: ما هي المهارات التي اكتسبتها طوال حياتك؟ ما هو التدريب أو الشهادات أو الجوائز التي تلقيتها؟

•  شغفك واهتماماتك: ما هي المجالات والمواضيع التي تهتم بها أكثر؟ وما هو شغفك؟

• القيم والمعتقدات الأساسية: ما هي بعض أهم قيمك الأساسية؟ بماذا تؤمن؟ ما هي القضية التي تقف من أجلها؟ ما القضايا التي تقف ضدها؟

حدد ما ترغب أن تعرف به

علامتك التجارية الشخصية هي أكثر من مجرد انعكاس لما أنت عليه اليوم؛ إنها خارطة طريق للمكان الذي ستذهب إليه. بالإضافة إلى فهم مهاراتك وكفاءاتك الحالية، قم بتقييم نقاط قوتك وضعفك من حيث صلتها بالمهنة التي تريد أن يرتبط اسمك بها، من خلال القيام بذلك، ستكتشف المهارات والسمات التي تجعلك مميزًا، بالإضافة إلى المجالات التي تحتاج فيها إلى تحسين أو اكتساب معرفة جديدة من أجل تحسين مهاراتك.

حدد جمهورك

قبل أن تبدأ في صياغة علامتك التجارية الشخصية، تحتاج أيضًا إلى تحديد من تحاول الوصول إليهم، هل هم أفراد في معينين؟ هل هم شركات في منطقة جغرافية محددة؟ هل هم فئة من الأشخاص في المجتمع؟  كلما قمت بتحديد جمهورك بشكل أدق، كلما كان من الأسهل عليك صياغة خطتك.

على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو الوصول إلى مديري التوظيف والقائمين بالتوظيف، فقد تبدأ بإنشاء ملف تعريف LinkedIn أو تحديثه. لماذا ا؟ لأن 92 في المائة من أصحاب الشركات يستفيدون من وسائل التواصل الاجتماعي للعثور على مرشحين ذوي خبرة عالية، ويستخدم 87 في المائة منهم LinkedIn.

من ناحية أخرى، إذا كنت مصمم رسومات تحاول إقناع العملاء الحاليين وجذب عملاء جدد، فقد تختار سرد قصتك عبر موقع ويب شخصي أو محفظة، حيث يمكنك التعبير بشكل أفضل عن مجموعة واسعة من مواهبك

تواصل مع أشخاص من نفس مجال عملك

أثناء قيامك بتنمية علامتك التجارية الشخصية، من المهم أن تتواصل بشكل منتظم (وفعال) لتنمية دائرتك المهنية. تواصل مع أشخاص في نفس مجال عملك من خلال الذهاب إلى شبكات التواصل الرسمية وغير الرسمية.
كلما زادت عمليات التواصل التي تجريها وزادت القيمة التي يمكنك تقديمها في تفاعلاتك، زادت احتمالية التعرف على علامتك التجارية الشخصية، من المفضل أن تقوم أيضاً بالمشاركة في اللقاءات والندوات التابعة لنفس مجال عملك، إن حضور هذه اللقاءات بانتظام سيساعدك ليس فقط في بناء علامتك التجارية، ولكن أيضاً في تحسين حياتك المهنية.

قم بتنمية حضورك على الانترنت

مع وجود العديد من أدوات وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة المتاحة اليوم، من المهم وجود مكان لك على هذه الشبكات بشكل مميز، حيث يمكنك العمل على التوسع وزيادة التعريف بمهاراتك وارتباطها بك بشكل دائم يساعد في وصولك إلى أكبر شريحة من الفئات التي تستهدفها.
بمجرد إتمام العمل على هذه النقاط الخمس، فبذلك تكون قد بدأت في الوصول إلى هدفك وبدأت في تشكيل صورة ذهنية خاصة بك وبمجال عملك لترتبط أخيراً في عقول جمهورك في كل مرة يتم فيها البحث عن الخدمة أو المهارة التي تعمل بها، فعلامتك التجارية أكثر من مجرد شخصية على الإنترنت، إنها النمط الذي تحمله في المنزل وفي المكتب وحتى في تنقلاتك اليومية.

هل التسويق الشخصي مطلوب فقط للمشاهير والشخصيات العامة فقط؟

التسويق الشخصي هو مبدأ عام يحتاجه كافة فئات المجتمع من الذين يرغبون في تطوير أنفسهم من مختلف مجالات عملهم، فالشخص الذي يسوق لنفسه باستخدام التسويق الشخصي ليس بحاجة إلى الخوض في المقابلات الوظيفية والإجابة على أسئلة المقابلات الوظيفية، ولكن يتم دعوته لمقابلة أشبه بمحادثة لطيفة مع المسؤولين من أي مؤسسة تبحث عن أفضل خدمة في جانب معين.